أوميجا 3 وADHD عند الأطفال

أوميجا 3 و ADHD عند الأطفال: هل يفيد فعلاً؟

أصبحت متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه وقلة التركيز لدى الأطفال، أو ما تسمى بالـ ADHD أكثر إنتشارا في الأونه الأخيرة. وكثير من الأطفال وحتى المراهقين يعانون من اضطرابات فرط الحركة والتشتت. مما جعل هذه المتلازمة محط بحث الأطباء النفسيين وأطباء الأطفال. ومن أكثر النصائح الطبية للأطفال والمراهقين هو إستخدام الأوميغا 3 لتقليل أعراض فرط الحركة والإضطرابات السلوكية. فهل يفيد فعلا إستخدام الأوميغا 3 ADHD عند الأطفال ؟.هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال.

أوميجا 3 و ADHD عند الأطفال

أحماض الأوميغا 3 هي أحماض دهنية أساسية، أي أنه لا يستطيع الجسم تصنيعها بنفسه، ولكنه يعتمد على مصادر خارجية للحصول عليها. وهي أحماض دهنية غير مشبعة،تتكون من: 

  • حمض الفا-اللينولينيك، ويتواجد في النباتات.
  • حمض الدوكوساهيكسانويك، ويوجد في الحيوانات والطحالب.
  • حمض الإيكوسابنتاينويك، ويتواجد في الحيوانات، والطحالب أيضًا.

وتوجد أحماض الأوميغا 3 في الطبيعة في عدة مصادر متنوعة ما بين مصادر حيوانية مثل: الأسماك الدهنية البحرية كأسماك القد، السالمون، التونة، الرنجة والأنشوجة وغيرها. و مصادر نباتية مثل: زيت بذور الكتان، زيت الزيتون، بذور الشيا، بذور الكانولا، والخضروات الورقية كالسبانخ والجرجير، البروكلي والقرنبيط. وأيضا توجد في البيض، اللبن، و العصائر المدعمة بالأوميغا 3.

فوائد الأوميغا 3

وتتعدد فوائد الأوميغا 3 للجسم، ودعم وظائفه الحيوية وتحسين وظائف أجهزته، على سبيل المثال:

  1. دعم صحة القلب والشرايين: وذلك عن طريق المساعدة في خفض دهون الدم وخاصة الدهون الثلاثية. مما يدعم سريان الدم داخل الأوعية والشرايين ويقلل من الالتهابات التي تسبب أمراض القلب المزمنة.
  2. خفض مستوى الدهون الثلاثية في الدم، والذي بدوره يقلل من أمراض ضغط الدم وأمراض القلب.
  3. دعم صحة العقل وتنشيط الذاكرة مما يساعد كبار السن، والذين يعانون من الزهايمر.
  4. دعم الوظائف الإدراكية عند الأطفال، مما يساعد على تحسن مستواهم الدراسي.
  5. دعم صحة الجلد ومنع جفافه، ودعم صحة الشعر مما يمنع تساقطه، وأيضا دعم صحة الأظافر ويعطيها قوة وصلابة.
  6. الوقاية من الولادة المبكرة لدى النساء الحوامل.
  7. الوقاية من الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري.
  8. الوقاية من بعض الأمراض النفسية وتقليل أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر.
  9. تحسين حالة الكبد وتقليل دهون الكبد وحماية الجهاز الهضمي.
  10. المساعدة في تقليل الوزن.

العلاقة بين أوميجا 3 و ADHD عند الأطفال

تشير العديد من الدراسات إلى أن الأطفال المصابين بـADHD يعانون من نقص في مستويات أوميغا 3، و خاصة EPA وDHA، وهما مهمان جداً لوظائف الدماغ. من أبرز التأثيرات الإيجابية التي لوحظت عند تناول أوميغا 3:

  • تحسين التركيز والانتباه
  • تقليل السلوك العدواني والاندفاعي
  • تحسين جودة النوم والمزاج
  • دعم تطور الدماغ وتعزيز الأداء المعرفي

كل هذه الأهمية والفوائد تدعمها أحماض الأوميغا 3 الدهنية بصفة عامة داخل الجسم. أما عن أهمية أوميجا 3 وADHD عند الأطفال، أو ما يسمى بفرط الحركة، فالأوميغا 3 فئة من الأحماض الدهنية متعددة والتي تؤدي أدواراً محورية في الجسم. تسهم هذه الأحماض في تشكيل أغشية الخلايا وتنتج الطاقة وتُصنّع جزيئات اسمها "إيكوزانويد". يميل العلماء في الأبحاث إلى التركيز على حمض الإيكوسابنتاينويك ونوعَين آخرين من الأوميغا 3: حمض الألفا لينولينيك وحمض الدوكوساهيكسانويك

يعجز الجسم عن تصنيع حمض الألفا لينولينيك، لذا يضطر لأخذه من أغذية مثل زيت الكانولا، بذور الشيا، بذور الكتان، فول الصويا والجوز. صحيح أن الجسم يستطيع تحويل الألفا لينولينيك إلى دوكوساهيكسانويك وإيكوسابنتاينويك في الكبد، لكنه يعجز عن إنتاج كمية كافية. نتيجةً لذلك، يجب أن يتلقى الجسم هذه الأحماض الدهنية أيضاً من مصادر غذائية.

الأسماك وزيوتها غنية بحمضَي الإيكوسابنتاينويك والدوكوساهيكسانويك. تُكدّس الأسماك هذين النوعين من الأوميغا 3 في أنسجتها لأنها تلتهم العوالق النباتية التي تستهلك الطحالب الدقيقة، وتنتج هذه الأخيرة الدوكوساهيكسانويك والإيكوسابنتاينويك.

قد تحتوي المكملات الغذائية على أحماض الألفا لينولينيك والدوكوساهيكسانويك والإيكوسابنتاينويك وأنواع أخرى من الأوميغا 3. صحيح أن زيت السمك أبرز مصدر للدوكوساهيكسانويك والإيكوسابنتاينويك على شكل مكملات، لكن تستخرجهما منتجات مختلفة من زيت الطحالب المشتق من الطحالب الدقيقة.

قد تختلف تركيبات أوميجا 3 وADHD عند الأطفال بشدة بين المكملات الغذائية، لذا يجب أن نتحقق من أغلفة المنتجات لمعرفة النوع الذي تحتويه وكميته.

تُضاف نتائج الدراسة الأخيرة إلى استنتاجات بحثٍ سابق أجراه الفريق نفسه واكتشف أن نقص الانتباه وفرط الحركة يكون أكثر شيوعاً لدى الشبان المصابين بنقص في الأوميغا 3. ووجد الباحثون أن زيت السمك ساعد الصغار الذين يعانون إضطراب فرط النشاط ونقص الإنتباه على التركيز، إذا كانوا يعانون نقصا في العناصر الغذائية. ومع ذلك، لم يساعد ذلك بل كان له تأثير معاكس على الأطفال الذين لديهم بالفعل مستويات صحية أو عالية من أوميغا 3، وهي التي يكثر الحصول عليها من الأسماك.

يمكنك متابعة الاطباء و استشارتهم في كل ما هو جديد

وتشير إحصائيات إلى أن مئات الآلاف من الأطفال في المملكة المتحدة ونحو ستة ملايين في الولايات المتحدة، يعانون اضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه، و يكافحون من أجل التركيز كنتيجة لذلك. قام باحثون من جامعة كينغز كوليدج في لندن بتجربة مكملات أوميغا 3 على 92 طفلاً مصابين بإضطراب فرط الحركة ونقص الإنتباه الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 في تايوان.وفي تجربتهم التي نُشِرت نتائجها، في دورية Translational Psychiatry، ركز الباحثون على حمض الإيكوسابنتاينويك الدهني المعروف اختصاراً بـ EPA، وأعطوا جميع الأطفال، إما مكملات أوميغا3، أو دواء بديلاً لمدة 12 أسبوعاً.

ولاحظ الباحثون أن مكملات أوميغا3 كان لها بالغ الأثر الإيجابي في الأطفال الذين يعانون الإضطراب، على عكس تأثيراتها في الأطفال الذين يوجد لديهم حمض EPA الدهني بمستويات طبيعية، حيث لم يطرأ على حالاتهم أي تحسن. وقال البروفيسور كارمين باريانتي، الباحث البارز في الطب النفسي، إنه بالنسبة للأطفال الذين يعانون من نقص أوميغا 3، يمكن أن تكون مكملات زيت السمك خياراً مفضلاً للعلاجات المنشطة القياسية. وهناك إرتباط وثيق بين نقص اأوميجا 3 وADHD عند الأطفال والمراهقين.

ومن خلال هذه الأبحاث تتضح لنا الأهمية الحقيقية لأحماض الأوميغا 3 في علاج فرط الحركة والتشتت وقلة الانتباه عند الأطفال والمراهقين.

هل يمكن الاعتماد على أوميجا 3 وADHD عند الأطفال؟

لا، فالعلاج المتكامل لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يشمل عدة محاور، منها:

  • العلاج السلوكي والمعرفي
  • النظام الغذائي الصحي
  • الدعم الأسري والمدرسي
  • وفي بعض الحالات، الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب

لكن أوميغا 3 قد تكون داعمًا فعالًا يساهم في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.

هل أوميجا 3 وADHD مفيد عند الأطفال؟

الجواب هو نعم، هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن أوميجا 3 وADHD عند الأطفال تلعب دوراً هاماً في تحسين أعراض ADHD لدى الأطفال، خاصة عند تناولها ضمن خطة علاج شاملة. ولا تعتبر بديلًا عن العلاج، لكنها أداة مساعدة طبيعية و آمنة عند استخدامها بشكل صحيح.